تكاد لا توجد مدينة
اسبانية أو حتى عربية احتفت بوجهائها و علمائها و شخصياتها الأدبية مثلما فعلت قرطبة.
فهناك في المدينة الأندلسية
الواقعة في أقصى جنوب اسبانيا تجد بكل زاوية تمثالا أو حتى معلما و شخصية تحكي قصة
الأندلس بمدينة عظيمة اسمها '' قرطبة ''
المدينة كانت مركزا حضاريا
في عصرها الذهبي جمعت أبناء مخلصين و نذكر منهم '' أبو محمد ابن حزم الأندلسي '' و الذي يقبع تمثاله قرب سور قرطبة و كأنه يتأهب لإلقاء إحدى محاضراته و يعرف فيلسوف الحب بكاتبه الغني عن التعريف '' طوق الحمامة '' الذي ترجم إلى 27 لغة مختلفة حول العالم , و من ابن حزم العالم الأديب نذهب للحديث عن أبي
عمران أو موسى الرئيس و يعتبر من أهم الشخصيات في العصور الوسطى فقد عمل كطبيب في بلاط
'' صلاح الدين الأيوبي '' وكتب عديد المؤلفات في اليهودية و الطب و الأدوية .
و لكن هناك طبيب أندلسي أخر
احتفت به أروقة مدينة قرطبة و هو '' محمد بن اسلم الغافقي '' يعرف أطباء العيون في
الحضارة الإسلامية بالكحالين و هو من أشهر '' كحالي '' الأندلس , كتب في تشريح العين ( كتاب '' المرشد في الكحل '' )
و له مؤلفات أخرى في الأدوية و الأعشاب .
لنذهب الآن للحديث عن
الفلاسفة و طبعا يعد '' أبو الوليد بن رشد '' أشهر و أهم رواد المجال في التاريخ الإسلامي
, فعند احد أبواب قرطبة يظهر ابن رشد و كأنه في مجلسه
يمسك يعزم كتابه و هو الذي واجه محنة حرق الكتب , و لإسهامه الكبير في نقل المعارف
اليونانية وضع له رسم بين أعظم فلاسفة العالم , و في قرطبة أيضا منحوت يخلد أشهر
عشاق الأندلس نذكر منهم الأميرة الشاعرة '' ولادة بنت المستكفي '' و الوزير الشاعر
'' احمد ين زيدون '' ,
' ولادة ' أقمت مجلس أدبيا تنزل فيه بفصاحتها أعتى الشعراء و الساسة هناك
هام في حبها ابن زيدون لتأسره في جل أشعاره بعد ذلك .